إعلام الانقلاب يحرض لقصف غزة.. وفرحة صهيونية.. من السيسي الخائن؟



"يجب قصف مواقع تدريب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بالصواريخ.. دون أي مراعاة لحقوق المدنيين الفلسطينيين في غزة، أين قواتنا المسلحة من هذا ولماذا التأخير؟".. كلمات لم تصدر من مذيع أو زعيم سياسي أو محلل عسكري صهيوني، ولكنها –وللمفارقة- صدرت من مقدم برامج مصري على قناة فضائية مصرية شهيرة، دون أن تلقى كلماته أي استنكار إعلامي أو سياسي، بل أتت معظم القنوات ومقدمي البرامج الموالين لانقلاب 3 يوليو مؤيدة لهذا المطلب وإن كانت بدرجة أقل أحيانا، أو أكثر أحيانا أخرى.

دعوات مؤيدي الانقلاب العسكري لضرب قطاع غزة من قبل القوات المسلحة المصرية أو جيش الاحتلال الإسرائيلي تجد صداها المستبشر داخل الكيان الصهيوني الذي يندهش من هذه الدعوات، ويعلق عليها المحللون الصهاينة بمزيج من الفرحة والدهشة من كون "مصر تضغط على إسرائيل لضرب قطاع غزة ولكن حكومة إسرائيل مترددة!".

الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام مصرية موالية للانقلاب العسكري على حركات المقاومة الفلسطينية عموما وعلى "حماس" خصوصا أعادت للأذهان تلك الحملات المماثلة التي كانت في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، حيث دأبت على شيطنة ووصف حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" بالإرهاب والخونة وخائني العروبة والإسلام وقاتلي أبناء جلدتهم خلال عهد مبارك.

ثم اختفت حدة تلك الاتهامات عقب ثورة 258 يناير وفي بداية عهد الرئيس المنتخب مرسي؛ ولكنها عادت لتظهر في نهاية العام لتخدم مصالح الإعلام المصري في حملات التشويه التي كان يشنها الإعلام ضد الرئيس خاصة والإسلاميين عموما؛ وكان أبرز تلك الافتراءات شائعة "إرسال الغاز المصري والكهرباء إلى غزة وانقطاعهم في مصر، وبيع أراضي سيناء إلى حماس".

وعقب انقلاب 3 يوليو تزايدت حدة تلك الاتهامات، ولم تعد تقتصر فقط على مقدمي برامج التوك شو في مصر فقط بل انضم إليها سياسيون وممثلون وقضاة؛ فحماس المتهم الدائم للسياسيين والإعلاميين المؤيدين للانقلاب أو بحسب الكلمة الدارجة في مصر "الشماعة" عند حدوث أي عمل عنيف أو تخريبي أو فشل أمني داخل مصر ودائما يأتي الاتهام من دون أدلة قاطعة وإنما اتهامات إعلامية.

وببحث صغير على موقع نشر مقاطع الفيديو "يوتيوب" خلال اليوم المنصرم فقط عن "حماس" يظهر جليا من أعداد الفيديوهات التي تظهر حجم الهجوم الشرس وغير المبرر على حماس.

فصباح أول أمس الخميس اتهم دفاع اللواء رمزي مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي المتهم في قضية قتل متظاهري 25 يناير اتهم الدفاع حركة حماس بإدخال 90 فردا من أفرادها لميدان التحرير والتواجد بعد صلاة الجمعة يوم 28يناير، كما اتهمهم بمهاجمة السجون وإدخال ذخائر وأسلحة لتزويد أفراد في سيناء بالسلاح. شاهد الفيديو

كما قامت مذيعة برنامج صباح أون تي في بتدليس جديد وشيطنة جديدة ضد حركة حماس، فبعد خطاب كتائب القسام أثناء افتتاحها لميدان الشهيد المفكر د. ابراهيم المقادمة يوم الاثنين الماضي والذي قيل فيه أن "الحركة قد نقلت المعركة إلى قلب "الكيان المسخ" – يقصد الاحتلال الاسرائيلي – بعد تطويرها لمنظومتها الصاروخية".

وتعقيبا لها على ذلك الجزء من الخطاب قالت المذيعة أن الخطاب يقول "أنهم نقلوا المعركة إلى قلب مصر" ثم بدأت تحقر وتكيل الاتهامات إلى حركة حماس، واتهمتهم بالكذب والجهل وأنهم يمارسون القمع والقهر داخل غزة قائلة "المصريين عارفين إن غزة ده تحت الضغط والقهر وعارفين أنكم جماعة إرهابية لأننا جربناكم هنا في مصر" ثم هددتهم بالمعتقلين والأسرى الفلسطينيين في السجون المصرية قائلة "بتحلموا، العناصر الممسوكة منكم من هم على قيد الحياة ومن هم ليس على قيد الحياة لن تستطيعوا الوصول إليهم أو الوصول لأسمائهم أو هم في أي سجن " شاهد الفيديو

وفي مقطع فيديو آخر قال مقدم البرامج أحمد موسى أنه يجب ضرب مواقع تدريب "الخلايا الإرهابية داخل غزة بالصواريخ" وناشد القوات المسلحة مرارا وتكرارا بهذا المطلب العجيب، دون أي مراعاة لحقوق المدنيين الفلسطينيين في غزة، ودون أي عرض من قبله لدليل على اتهامه حماس بالإرهاب وأنها السبب في أحداث العنف الأخيرة في سيناء، إنما اكتفى بعرض جمل مكتوبة على الشاشة وقال أنها من على مواقع تابعة لحماس ولم يتم عرض اسم الموقع أو اي علامة تشير إلى حماس.شاهد الفيديو

ومؤخرا قال الممثل محمد صبحي في لقاء تليفزيوني له ذات الحديث أن جماعة حماس الإرهابية كانت بتخرب السياحة في " إسرائيل".. ووجدت أن هذا "مبيجبش تمنه فقالت نقتل في المصريين" ولازم مصر تضربها " بالقوة" .. ونوثق علاقتنا مع فتح الممثل الشرعي والوحيد لفلسطين حماس جماعة إرهابية بتقتل فينا.شاهد الفيديو

وقالت مقدمة برامج أخرى تدعى حياة الدرديري "لابد لقواتنا المسلحة من ضرب بؤر الإرهاب في قطاع غزة وتدمير حماس بعمليات عسكرية حاسمة لأننا كمصريين لن ننسى نهائيا يوم اعتدت على السيداة المصرية وعلى شرف مصر وقتل الأبرياء في ميدان التحرير وفتح السجون وتورطها في كل عمليات الجيل الرابع لصالح بني إسرائيل". شاهد الفيديو

كما تزامنت تلك الحملة الإعلامية مع حكم صدر مؤخرا من محكمة الأمور المستعجلة بمصر باعتبار حماس جماعة إرهابية وإلغاء جميع مقراتها في مصر، وهو الحكم الذي أثار موجة عارمة من السخرية والاستنكار في قطاعات واسعة، وعلق عليه الدكتور فهمي هويدي في مقاله بتاريخ 6 مارس قائلا: "حماس لم تخسر شيئا، فالطعنة أصابت مصر السياسة كما أصابت مصر القضاء، إذ صار القرار نقطة سوداء في تاريخ الاثنين، وبمقتضاه انضمت مصر إلى إسرائيل في اعتبار أهم فصيل فلسطيني مقاوم منظمة إرهابية. لم يجرؤ السادات المتصالح على أن يفعلها. ولا أقدم عليها مبارك كنز إسرائيل الإستراتيجي." اقرأ المقال كاملا

هجوم واتهامات الإعلام المصري لحماس (الفصيل المقاوم الأبرز فلسطينيا) يقابله من جانب الكيان الصهيوني اندهاش وفرح من موقف الاعلام المصري، وتأتي تعبيرات المحللين السياسيين هناك بالتمنع والترفع، حيث يصفونها بـ"الضغوط المصرية" و"الحض المصري" فقد صرح المحلل السياسي الإسرائيلي إيهود ياري أن مصر تضغط على إسرائيل لضرب قطاع غزة ولكن حكومة إسرائيل مترددة!.

وقال ياري في فيديو تداوله له نشطاء على مواقع التواصل من محاضرة له بمعهد نيوزيلاندا للشؤون الدولية بجامعة فيكتوريا بتاريخ 5 مارس 2014 أن "المصريين قد عزلوا قطاع غزة من سيناء وأغلقوا 95% من الانفاق وأغلقوا المعبر أمام مرور الأفراد والبضائع".

وأضاف: "هناك ضغوط من الإعلام المصري وبرامج التوك شو المصرية لضرب غزة، ففي البرامج يتحدثون علنا عن حاجة مصر إلى ضرب حماس".

واستدرك: "موقف الاسرائيليين غريب، فحماس عدونا نحن ولكن المصريين هم من يحضون إسرائيل على اتخاذ مزيد من الاجراءات ضد حماس وقطاع غزة والحكومة الاسرائيلية ثبت أنها مترددة بشأن قطاع غزة". شاهد الفيديو


التحريض الإعلامي الانقلابي والفرحة الإعلامية الصهيونية لم تجد تجاوبا حمساويا، حيث أعلنت حماس أنها لن ترد بالمثل على أي اعتداء من جانب مصر، مؤكدة أن معركتها هي مع جيش الاحتلال، وأن الرد سيكون بقصف "تل الربيع" بالصواريخ.

والتساؤلات التي تثار هنا .. الحملة الإعلامية التي شنتها وسائل إعلام الانقلاب دفعت نشطاء مصريون وفلسطينيون للتساؤل لماذا هذا الهجوم من الإعلام المصري - بضيوفه من سياسيين ونخبة وقضاة وأمنيين - على حماس في هذا الوقت ؟ ولماذا هذا الهجوم وحماس في الأساس حركة فلسطينية مقرها في فلسطين ولا يوجد لها أي تواجد داخل مصر والمعابر مغلقة والأنفاق هدمت على أيدي الجيش المصري ؟ وهل سيستطيع الإعلام المصري أن يطبق شعاره الجديد "اكذب ثم اكذب حتى تشعل حربا بين الأشقاء"؟
والتساؤل الأخير هل سيستجيب الكيان الصهيوني للضغوط المصرية؟

الاكثر قراءة

 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. تقارير اخر خبر - All rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger